ما أجمل أن يعيش الإنسان منا مرتاح البال ..
خالٍ من المشاكل والهموم ..
لكن لن يكون للحياة لذتها إذا خلت من بعض المحطات التي تستوقفك لتعرف نفسك وقدراتها ..
بصراحة لم أجد أفضل من هذا الموقف لأقصه عليكم..
لماذا ياحبيبي ؟؟..
كنت أعيش ومازلت حياة ملؤها الحب والسعادة والهناء ..
وذات يوم حدث لي موقف أجبرت فيه أن أختبر نفسي ..
في إحدى الليالي الهادئة ..كنت أحسبها كذلك ..
احتجت جوال زوجي لإرسال مسج لإحدى أخواتي ..
صدمتني رسالة غرامية لفتاة في الرسائل المرسلة..
كأنني في حلم وليس علم ..
مرت علي أحداث حياتي الهادئة كفيلم سينمائي ..
حتى دموعي أبت السقوط ..تبلدت كل أحاسيسي ..
إلا إحساس الغيرة أخذ يقطع ويدمي قلبي ..
إستخرت الله قبل كل شئ .. طلبت منه أن يمدني بالقوة ويعينني على بلواي ..
لم أرد لموقف طائش أن يهدم مابنيته في سنين .. كان لدي خيارين .. أن أتعامل مع الموقف بسلبية وأغضب وأصنع مشكلة وتكون عواقبها وخيمة ..
كأي إمرأة أعمتها الغيرة ..
أو أتخذ موقف إيجابي و أكمل مشواري ..
قلت في نفسي لن أدع ماحصل يقف حجر عثرة في طريقي..
يجب أن أصل بعائلتي إلى بر الأمان ..بدون خسائر تذكر للطرفين ..
لاأخفيكم أنني مذهولة إلى الآن من نفسي لاأعلم من أين جائتني تلك القوة والشجاعة لمواجهة الواقع ..
أخذت رقم الفتاة .. اتصلت عليها..
-ألو
-ألو
-سلام عليكم
-وعليكم السلام
-فلانة
-نعم
-أخبارك ؟
كنت أتحدث ببرود يحرق فؤادي
صوت لم تسمعه من قبل ..
والوقت متأخر..
ظلت تردد
-من معي ؟
-معك زوجة فلان ..
غاب عني صوتها لفترة ..
لم تصدق ماقلت أخذت تحلفني بالله إن كنت أقول الحقيقة
طبعا حلفت لها ..
لم يكن لدي الوقت لأطيل المكالمة
فلدي عائلة اريد إنقاذها من بداية الإنهيار ..
كان كل همي أن أعرف من البادئ ؟
مالشيء الذي يريده زوجي ولم يجده عندي ؟
كانت الفتاة خائفة جداً تقول لي الحمد لله الذي ارسلك إلي ..كنت سأخبر أخواني بالموضوع ويحدث ما لاتحمد عقباه ..
شكرت الله في نفسي ألف مرة أن شيئاً مما قالته لم يحدث
حدثتها قرابة الربع ساعة ..
أخذت منها مااريد وأكثر ..
أقبل علي الصبح وأنا في حال لايعلمها إلا الله .. أيقظت زوجي للذهاب إلى العمل وكأن شي لم يحدث..
ودعته بقبلة حانية وقلبي يعتصر من الألم والقهر ..
إلى أن جاء المساء هيأت جو رومانسي استعدادا للمصارحة ..كنت في كامل زينتي ..
سالته من فلانة ؟
وأنا أحبس دموعي ..
لم أستطع تحمل الصمت أكثر من ذلك..
طبعا وكعادة الرجال أنكر معرفته بالإسم وبشدة ..
قلت له:
لقد شاهدت الرسالة ..
قال لي بعصبية ..
أكيد تخص أحد أصدقائي ..
سبحان الله لم يجد غير جوالك
قلتها في نفسي ..
كانت ردة فعله خير وسيلة للدفاع الهجوم
طبعت على خده قبلة حنونة وأنا أقول ..
لم كل هذه العصبية إن كانت لاتخصك؟
لاتغضب حبيبي وانسى ماحصل ..
أساساً لم أصدق من البدايةأن تخونني ياأغلى زوج بالدنيا ..
لاأعرف كيف كانت الكلمات تخرج من فمي !
كأنني لم أكن المتحدثة .. صراع من المشاعر في داخلي .. تخنقني العبرة..
غيرت دفة الحديث لصالحي وجعلتها جلسة مصارحة لطيفة ليس علي طبعاً..
كان منظره يفطر فؤادي..كيف ذاك الزوج المحب الذي يصبحني ويمسيني بكلمات عذبة رقيقة ..
يحاول أن يخفي خلف نبرة صوته العالية قبح مافعل !
لكنه لم يفلح في ذلك ..
أشفقت عليه من كل قلبي ..
ثم خلد إلى النوم ..
لم يغمض لي جفن .. أريد ان أنتهي من هذه المشكلة
وأستعيد زوجي إلى مملكتي .. لاأريد لشيء أن يوقفني ..
امسكت قلمي رفيق دربي .. سطرت كلمات من أروع ماكتبت له ..
رسالة معطرة
تلملم شتات مشاعري من حب وعتاب .. ولوم محبين .. حتى دموعي تركت بصمتها عليها ..
أخبرته ماحصل بيني وبين الفتاة وأني على علم بكل مافعل ..
فلا داعي للهروب والإنكار ..
كنت موقنة أنني لو حدثته وجها لوجه .. ستزداد المشكلة وكاأنني لم أفعل شيئا..
أغلقت الرسالة .. وضعتها في جيبه .. طلبت منه أن يقرأها في عمله ..
جلست أنتظر اتصاله .. مرت علي الدقائق ثقيلة ثقل همي ..
أخيرا رن الهاتف..
أتصل الغالي .. يتأسف ويعتذر دموعه تسابق كلماته ..
لم يصدق أنني على علم بما جرى وكيف أتقنت إخفاء ألمي وحزني خلف ضحكتي المزيفة !
ظل فترة غير قصيرة لم يستطع أن يضع عينه في عيني ..خجلاً مما بدر منه ..
أما أنا فكانت الأيام كفيلة بنسياني ماحصل ..
فشفائي منه لم يكن بسهولة..
الحمد لله بعدها عاد لي زوجي وعادت سعادتنا تملأ أرجاء
مملكتنا الصغيرة
فلسفتي ..
المرأة الذكية هي من تتعامل مع المشاكل بإيجابية
تجعلها مرآة ترى فيها عيوبها فتصلحها..
أو عيوبه فتنبهه عليها
أتمنى أن تكونوا قد استفدتم من القصة كثر استفادتي منها..