منذ ما يقرب من خمسة عشر قرناً من الزمان ؛ تنبأ خير المرسلين ؛ محمد _صلى الله عليه وسلم _ ؛ بما سيكون عليه حال أمته في هذه الأيام ، فقال :"توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلةُ على قصعتها ، قالوا:أومن قلةٍ نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ قال:لا ، بل أنتم يومئذٍ كثير ، ولكنكم غُـثاء كـغُـثاء السيل ، ولينزعنّ الله المهابة من قلوبِ أعدائكم ، وليقذفنّ في قلوبكم الوهن ، قالوا :وما الوهنُ يا رسول الله؟ قال:حبُّ الدنيا وكراهية الموت"
صدقت سيدي يا رسول الله ، وما نطقت عن الهوا ؛ فلقد أصبحنا غُـثاء سيل ، في ظلِ عالمٍ تقوده قوةٌ واحده تستقطبُ جميع الأطراف ، ويدور الكلُّ في فلكها ، أصبحت أُمـتُـنا الإسلامية مُـفـكـكـة الأوصال ، ممسوخة الهوية ، لا شأن لها بين الأمم ، مع أن منهج الإسلام في بناءِ القوةِ وفي بناء الدولة ؛ يؤهل هذه الأمة لقيادة البشرية من جديد..!
ولكننا نحـيّـنا كل هذا جانباً ، وتناسيناه ؛ فأصبحنا في أذيال الأمم بعد أن كـنّـا نقودها..!
فـكـم يـحُـزُّ بقلبي أن أرى أمـماً ***طارت إلى المجدِ والـعُـربانَ قد رسبوا
ونحن كُـنّـا لمـجدِ الشمسِ ألويةً***ونحن كُـنّـا لـمجدِ الشمسِ نـنـتـسـبُ
لن أُطيل عليكم ؛ فواقعنا المرير لا يخفى أبداً على أيٍ منكم ؛ ولكني اليوم بصدد طرح تلك الكارثة التي حـلّت بنا ، تلك المصيبة التي أصابت الأمة....."إسرائيل تُـصدر قراراً بهدم المسجد الأقصى يوم 2010/3/16..."
ونحن لازلنا نيااااااااااااااماً..!
إخواني وأخواتي الكرام ،،،
قد يتصور البعض أنه ليس لأيٍ مـنّـا دور فيما آلت إليه الأحداث ؛ لكوننا أفرادٍ غيرُ قياديين ؛ ولكن العكس هو الصحيح ؛ فكلٌ مـنّـا قد يفعل من موقعه الكثير ، وما طرحت الموضوع _بعد أهميته_ إلا لأُطالب نفسي وإياكم باتخاذ خطوة ، والإسهام بدور ولو ضئيل في تدارك الأمر ، وما أُطالبكم ونفسي به هنا ؛ والله ليس بالكثير ولا بالصعب ، بل هو يسير لمن يسره الله عليه إن شاء الله...
أولا:علينا جميعاً بالإكثار من الدعاء ، وخاصةً في أوقات الاستجابه (الثلث الأخير من الليل ، بين الأذان والإقامة ، وقت المغرب ، وأثناء السجود في الصلاة).
ثانيا :ليكتب كلٌ مـنّـا خطاباً ، ويرسله على عنوان السفارةِ الأمريكيةِ في بلده ، يشجب ويدين فيه قرار إسرائيل الغاشم ، ويطالب فيه الحكومة الأمريكية بسرعة التدخل في الأمر.
ليس مطلوباً أن نوقع في ختام الخطاب بأسمائنا ، بل يكفي أن يوقع كلٌ مـنّـا في ختام خطابه بــ "مسلمٌ عربي" ، على أن تكون الخطابات شديدة اللهجة ، ولكنها لبقةٌ مهذبة ، خاليةٌ من أي تجاوزاتٍ لفظيةٍ أو غيرها ؛ لتعكس أخلاق المسلمين وتعاليم دينهم الحنيف.
إخواني وأخواتي الكرام ،،،
سوف يُسأل كلٌ مـنّـا يوم القيامة عن دوره وعمّـا فعل ؛ فماذا سنقول لربنا جلّ وعلا..!؟
قدسنا يا مسرى الأنبياء ،،،
مهما تعالت صرخات أطفالك...وأُريقت دماء شبابك الطاهرةِ فارتوت بها أرضك المقدسة...وصعدت أرواح الشهداء وهي تلعنُ كل من يدنّس أرضك قولاً أو فعلاً..."وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم"...يا قدسنا صبراً ما ارتفعت صيحاتُ الأرامل والثكالى عند أقصانا الجريح...تشكو إلى ربها...فتأتيها البشارة..."أُذن للذين يُـقاتَـلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير"...يا قدسنا صبراً ما طال الصمتُ والتخاذل...وخاب القرار...واستمر حولك الحصار...وتقاعس الكبار والصغار..."ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين~~أنهم لهُـمُ المنصورون~~وإن جندنا لهُـمُ الغالبون".....
أحبتي ،،،
رغم ما يُحيط بنا من ظلامٍ حالك...تعالوا معاً نغزلُ خيوط فجرٍ جديد...فلازال هناك طاقة نور...وِإشراقةُ أمل...ويبقى الكلام الخالد الذي لا يتبدل...فسوف يأتي يومٌ _بإذن الله_ نخلص فيه من هذه الفتنِ التي بات الحليمُ فيها حيراناً...يومٌ جديدٌ يشرق علينا فيه فجر الإسلام...تنجلي فيه الظلمات...يعتز فيه أهل الإيمانِ بإيمانهم ويخسرُ هناك المبطلون...يومٌ ترتفعُ فيه رايةُ الإسلامِ بالسلامِ والعدلِ والحقِ والحريةِ والمساواةِ على العالمِ أجمع...يومٌ ترتفعُ فيه رأسُ المسلمِ عاليةً حتى تُطاول السماء في شممٍ وعزةٍ...هاتفاً:الله أكبر...